لأن البحر بيحب الزيادة .. تسابق مئات .. وفى قول آخر الألاف من المشاهير: فنانين ورجال أعمال وخلافه للحصول على الجنسية السعودية؛ أو على أضعف الإيمان، الإقامة الذهبية الميمونة فى بلاد الحرمين وثانية القبلتين!
ولا يكاد يمر يوم إلا وتسمع عن واحد منهم، وهو يزف لك الخبر بسعادة وفخر. وعندما يسألوه: ولماذا؟ يجيب فى جرأة يحسد عليها: وهو أنا يعنى أخدت جنسية إسرائيل!
ويكتفي آخر بإجابة قاطعة: الجنسية السعودية شرف ما بعده شرف!
عندك .. الباز وزويل ويعقوب .. اشمعنى هما واحنا لا؟!
والحق .. أنها حرية شخصية أن تختار أن تكون مصريا؛ وإن لم تكن..لوددت أن تكون سعوديا!
ولكن التساؤلات باقية : لماذا هذا التوقيت بالذات فى الجري بسرعة الرهوان؛ ليس للحصول على الجنسية السعودية فقط ؛ بل أعرف مئات الآلاف غير هؤلاء يسعون منذ سنوات ولا يكلون ولا يملون؛ للحصول على الهجرة أو الجرين كارد لأمريكا، بلد الأحلام والفرص غير الضائعة؛ أو إلى كندا أو استراليا أو نيوزيلندا أو حتى بلاد الواق واق؛ أو لجزيرة مجهولة تكون ممرا للحصول على تأشيرة شينجن .. ومنها لأوروبا كلها؟!
والغريب .. أن من هؤلاء من يدفع مئات الآلاف من الدولارات واليوروهات؛ ومنهم من يبكي بدل الدموع دما ؛ لأنه لم يصبه الدور فى الحصول على الجرين كارد؛ أو الدخول لأوروبا سلكاوى؟!
إبه الحكاية؟
الواضح .. أن منا من استشرف مستقبلنا ومستقبله بالتبعية فى هذا البلد الميمون: مصر، وعرف أن القادم ليس بالضرورة هو الأفضل فقال: ياللا بقى أقفز من السفينة والحق نفسي؛ وأعيش لى يومين حلوين فى بلاد الفرنجة!
ومنهم كمان .. من ضاق من ضيق العيش مثله مثل ملايين غيره؛ وجاب آخره من الازمات التى تلى الازمات قال لك: كفاية حرام!
أو رضينا بالهم والهم مش راضى بينا!
والغريب أن هؤلاء رغم الهالة الإعلامية حولهم؛ مازالوا أقلية.. أما الأغلبية من المصريين فما زالوا حامدين شاكرين.. ومنهم من يكمل عشاه نوما!
ولكنهم متمسكون بالتراب والأرض والعرض؛ ومن فات قديمه تاه؛ والغربة فى الوطن أهون كثيرا من الغربة بره الوطن!
يعنى .. من خرج من داره اتقل مقداره !
ويبدو أنهم .. وأنا وأنت منهم قد تعودوا على تلك العيشة واللى عايشينها.. وصارت جزءا أصيلا من جيناتهم الأصلية التى احتار فيها الأطبا!
فأين سيجدون فى وطن آخر طوابير العيش أبو شلن وحلم العثور على كيس السكر أبو 27 جنيها وزحمة المواصلا ت ومطالب العيال وأم العيال .. التى لاتنتهى أبدا؟
وأين سيجدون فى وطن آخر من يسأل عليهم دون أن يعرفهم؛ ومن يتطوع فى أن يدلك على عنوان أو مكان تريد أن تذهب إليه؛ قبل أن تكتشف أنه وصف لك الوصفة الخاطئة .. ودوخك السبع دوخات!
وأين ستجد قرص الطعمية والفول المدمس على عربة فى وسط الشارع الساعة الخامسة فجرا وغمس ياعم!
وأين وأين ... ستجد ناس حاكمين ومحكومين زى المصريين على طريقة: الدنيا عاملة نفسها حلوة؛ واحنا عاملين نفسنا مبسوطين؟
--------------------------
بقلم : خالد حمزة
[email protected]